بوسمغون هي دائرة تقع في جنوب الهضاب العليا الغربية للجزائر، وهي تابعة لولاية البيض ذات الترقيم 32 في ترتيب ولايات الجزائر، وذلك منذ التقسيم الاداري للجزائر سنة 1985. تحدُها شمالاً دائرة الشلالة، من الشمال الشرقي بلدية المحرة، من الجنوب الشرقي دائرة الأبيض سيدي الشيخ، من الجنوب بلدية البنود ومن الغرب دائرة عسلة التابعة لولاية النعامة (شاهد الخريطة). تضم دائرة بوسمغون بلدية واحدة تحمل نفس الاسم، وتُقدر مساحتها الكلية بحوالي 500 كلم2، و يبلغ عدد سكانها حوالى 4500 نسمة. تتصل من الجهة الشمالية مع الطريق الوطني رقم 47 الذي يربط بين الطريقين الوطنيين رقم 6 ورقم 111، أما من الجهة الجنوبية فترتبط بوسمغون بطريق تؤدي إلى دائرة الأبيض سيدي الشيخ، ويتفرع عن هذا الطريق غرباً طريقين الأول يؤدي إلى بلدية عين ورقة و منه إلى الطريقين الوطنيين رقم 47 و 6، و الثاني يؤدي إلى بلدية لبنود و منه إلى ولاية أدرار.
تقع بوسمغون وسط جبال "القصور" المنتمية لسلسلة الأطلس الصحراوي، وترتفع أراضيها بـ 1199 م فوق سطح البحر. يحاصرها غرباً جبل "تانوت" (ومعناها في الأمازيغية البئر الصغير)، أما شرقاً فيحصرها جبل "تامدَّه"، و على العكس من ذلك فهي مفتوحة من الجهتين الجنوبية و الشمالية، وإن كان الانفتاح في الشمال أكثر (شاهد الخريطة).
إن المناخ السائد في أراضي الدائرة هو نفسه السائد في أغلب أراضي الهضاب العليا، سمح بنمو غطاء نباتي تغلب عليه أنواع كثيرة من الحشائش القصيرة التي تزداد كثافة واخضرارا تِبعاً لتساقط الأمطار مُشكلة منظراً طبيعياً خلاباً في موسم الربيع. لكن، وللأسف، هذا الغطاء شهِد في الثلاثة عقود الأخيرة تراجعاً مخيفاً، ساهم في استفحال ظاهرة التصحر الذي بات يُنذر بردم كل أراضي الدائرة، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الجفاف الذي اشتد في السنوات الأخيرة، والرعي الجائر الذي قضى على هذا الغطاء النباتي.
بمحاذاة البلدة غرباً يمر وادي سمح بقيام واحة تمتد لمسافة 4 كلم تقريباً، وارتبط مصير السكان بها ارتباطاً وثيقاً، حيث كانت إحدى العوامل الرئيسية التي ساعدتهم على الاستقرار وشكلت نمط عيشهم. إن وجود المياه بكثرة ووفرة الأراضي الزراعية دفعت سكان بوسمغون إلى ممارسة الزراعة منذ القديم، فوفرت لهم أنواعاً مختلفة من الخضروات والحبوب والفواكه. إلى جانب الفلاحة مارس السمغونيون الرعي مثلهم مثل كل سكان المناطق المجاورة، إلا أن هذين النشاطَيْن تراجعاً كثيراً، ويكادان يختفيان لتأثير العوامل طبيعية وللتغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع السمغوني، والتي كانت أول محطاتها هجرة الكثير من السكان، خاصة بعد الاستقلال، نحو المدن الشمالية ونحو فرنسا بحثاً عن حياة أفضل.
يتكون المجتمع السمغوني من عنصرين عرقيين، الأول بربري وهو الغالب، والثاني عربي ينتمي إلى القبائل العربية التي كانت سابقاً ترتحل في البوادي، وفي السنوات الأخيرة انتقلت للاستقرار في بوسمغون والبلديات المجاورة لها. كما أسلفت، ينتمي أغلب السكان إلى العنصر البربري، يتكلمون البربرية أو الأمازيغية واستطاعوا المحافظة عليها عكس البلدات البربرية المجاورة لبوسمغون مثل الشلالة، عسلة، مغرار، تيوت وسفيسيفة، أين اختفت البربرية فيها ولم يَعُدْ يتحدث بها إلا المسنون بسبب التأثير العربي القوي فيها.
عاش سكان بوسمغون في "القصر القديم" منذ قرون، وهو عبارة عن شبه قلعة بُنيت وفق هندسة معمارية راقية تتماشى مع طبيعة المنطقة ومناخها، واعتمدت على الطين كمادة أولية للبناء، ولا زالت إلى يومنا هذا شامخة رغم هجرة السكان لها. بعد الاستقلال بدأ السكان في التنقل إلى البلدة الجديدة أين شيَّدوا مساكنهم الجديدة بالإسمنت، ولم يَعُد أحدٌ يقطن بالقصر القديم، الذي تحوَّل إلى معلم تاريخي وسياحي.