في قلب القصر القديم في بوسمغون تقع زاوية الشيخ أحمد التيجاني بالقرب من الباب الغربي للقصر و هو الباب الذي كان مخصصاً لدخول و خروج الفلاحين.تتكون الزاوية من عدة حجرات و بَهْو تتوسطه شجرة و كذلك شرفة واسعة تطل على بعض بساتين الواحة و ساحة تقويرتْ و المدرسة الاستعمارية.
من أهم حجرات الزاوية نجد حجرة صغيرة مظلمة لخلوها من أي مصدر للضوء ، تقع مباشرة على يمين الرواق عند الدخول من الباب الرئيسي.تسمى هذه الحجرة لَعْبادَتْ (أنظر الصورة) بأمازيغية أهل بوسمغون ، و حسب التسمية فإن هذه الحجرة هي التي كان يتعبد فيها الشيخ أحمد التيجاني و يخلو و يزهد فيها.
أما الحُجْرة الهامة الثانية و أوسع حجرة في الزاوية فهي الحًجرة المُسماة تَزَقَّه تَمَلالتْ و معناها بالعربية الغرفة البيضاء ، و سُميت كذلك لبياض جدرانها الناصع ، و هي تمتلك سقفاً مزخرفاً جميلاً صنعته قصيبات ذات ألوان مختلفة وُضِعت فوق أعمدة متوازية مصنوعة من خشب النخيل (أنظر الصورة).و حسب شساعة هذه الغرفة و جدرانها الناصعة و سقفها المزخرف فإن هذا يجعلنا نعتقد بأنها كانت غرفة الضيوف الذين كانوا يتوافدون على الزاوية في مختلف الأزمنة. و أنا أعتقد بأن الزاوية أخذت هذا الشكل منذ وجود الشيخ التيجاني فيها نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بسبب كثرة و نوعية الضيوف الذين كانوا يتوافدون عليه تبركا أو أخذاً للعلم.
تعتبر زاوية بوسمغون من أهم زوايا الطريقة التيجانية لأن فيها تمَّ الفتح الأكبر للشيخ أحمد التيجاني - كما يعتقد مريدو الطريقة التيجانية - أي فيها رأى الشيخُ رسولَنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم يقظة و ليس مناماً.و نظراً لأهمية الزاوية الروحية فإنها مزار لكل مريدي الطريقة التيجانية من داخل و خارج الجزائر ، ففي سنوات 1982 و 1999 و 2007 زارت الزاويةَ وفودٌ كبيرة من مختلف الجنسيات.