في وسط القصر القديم تقريباً يقع المسجد العتيق الذي يتميز بطابعه المغربي الإسلامي من خلال هندسته المعمارية، و يعود تأسيسه حسب الروايات المُتوارَثة إلى بدايات الفتح الإسلامي ربما. و وجود القصر في وسط القصر القديم يدفعنا إلى الاعتقاد إلى أن القصر القديم في حد ذاته قد بُني في نفس الفترة. تحُدُّ المسجدَ من الناحية الجنوبية المدرسة القرآنية القديمة، بينما تحده منازل سكان القصر من الجهات الأخرى، و هو يتربع على مساحة إجمالية تُقدر بحوالي 210م2 بطول يقدر بـ 15م و عرض يبلغ 14م. لدخول مصلى المسجد هناك سُلَّم من الناحية الشمالية يؤدي إليه مباشرة، و عند وُلوجِه تظهر فيه ملامح الهندسة المعمارية المغربية الإسلامية عند مشاهدتك للأقواس و السرايا المربعة الشكل. تعلو المسجد منارة يبلغ علوها 20م مربعة الشكل بُنيت بالحجر و الكلس المحلي، و حسب قول علماء الآثار الذين زاروها فإنها تُعتبر من بين المنارات الأولى في الجزائر. كما يضم المسجد مرافق أخرى هي قاعة الوضوء، الحمام و المدرسة القرآنية طبعاً. اعتُمد في بناء هذا المسجد على الطين (مادة البناء الأولى في القصر) و كذلك الحجر، و أما سقف المصلى فهو من أخشاب النخيل و العرعار التي زينت بأعواد الدفله الرقيقة و المتراصة مُعْطِية زخارف قِمةً في الجمال بألوانها الزاهية خاصة الأخضر، الأزرق و الأحمر الأجوري. للتعرف أكثر على المسجد عبر الصور شاهد الألبوم التالي:
المسجد العتيق
و رغم عُمْرِه الطويل إلا أن هذا المسجد ظل صامداً في وجه العوامل الطبيعية المختلفة بفضل عمليات الترميم التي كان يخضع لها كتلك التي تمت في سنة 1902 و فيها تم تجديد سقف المسجد، و كذلك سنة 1927 ثم سنة 1952 التي تم فيها توسيع المصلى. و تجدر الإشارة إلى أن هذه الترميمات ظلت دائماُ مُحافظة على وجهه المعماري الأول.
على الخريطة الفضائية التالية يمكنك التعرف على موقع المسجد العتيق وسط القصر القديم (يمكنك تكبير و تصغير الخريطة):