عكفت دجلة على وهج نواصي الصخرة عبر الأزمنة... على نسج خيوط الفرح والوهن .وغفت على ترسيم معالم الماء ليعانق الوَضوء.بين الناصية والنواصي .. بينها وبين الصخرة. ..
الحدود بين الماء والوَضوء مسافة الوُضوء .. مسافة ماء دجلة ودهاليزها ..وجمالها ومهرها
من خوّل لدجلة أن تستفيق من سباتها لترش ماءها بالوَضوء في غسق الليل على مشارف الصخرة ،قال واستدار.
شعرُ دجلة أشعث يحتاج إلى وضوء بالوَضوء على قمم الصخرة ..قال واستدار.
. عقب الارتجال جاء الغطاسون إلى دجلة ليعاينوا شعرها..قال واستدار
لا كهرباء ولا بنية تحتية .. ولا سقف .. ولا ماء ولا مواد للغسيل.. بأعماق دجلة سوى التتار والمداد الذي سبغ دجلة وزفها عروسا للدمار ذات دهر آسن .. كدّر نعاسها بالحمإ المسنون ..
من يشوي ماءها على الجمر لينعتش الشبوط بها ، سوى التتار..سوى النار.
.ذات مرة عذب ماءها بلون المداد مثلما تلظى هجير الصخرة . . واستدار
من يجلده حتى لا يصلح للوضوء ، من يغير بشرته من السرمدي إلى السرمدي إلى السرمدي...إلى اللون البلوري للصخرة؟؟ عيون الجاحظ الجاحظة ..؟؟
حتى الآن لا أحد.
. لا أحد يجرؤ ماعدا الماء ذاته ، ينقل لونه من لا لونه القزحي السرمدي إلى لونه البلوري
من يلتحف عراء الماء في دجلة لتظهر نجومه.
قال واستدار.
تغوص في الماء عاكسة لونه الشاحب .. تعصر شعرها الأشعث .ترشقه بخائنة الأعين . ببقايا " الحناء " في يدها المخضبة .. ترشقني أيضا. .
للماء ذيل كذيل الكلب ، كذيل العَقاب في السماء ..كأطياف الأرض .كذيل الجواد " الأبلق" " .
التحفتْ دجلة صمتها وانكمشت ، فيما غمغمتُ .. رمقني .. قال " ما خطبك أنت َ" قلت : جئت أخطب دجلة ، أخطب نواصي الصخرة .. أعرض مهري كما " الخطّاب " لي " مائة ناقة وخمسون بعيرا وانفلاق السماء..وبعض المعجزات..وخاتم من فضة .. رشقني بخائنة أعين .. واستدار...
كانت تطل من شرفة الماء.. من أعلى القبة قبل أن تلج الماء كعروس البحر .. نقعت ماءها في خجلها .. احمرت وجنتاها ، مررت يدها الناعمة على شعرها .. مسحت خصلتها( سأنظر إليك يوما قالت واختفت) ..أثثها بناظري ، كسوتها بخزانة من الخشب الخالص ،ألبستها حرير " الصين "اللماع" .. دثرتها بمائها الدافئ بعد العناق ثم تزوجتها .قاسمتها شظايا الغمام .. تزوجتها بالقيافة ، بعلم الأنواء ،بالفروسية والأنساب..بما تيسّر من " الحب " أهديتها هذه المرة خاتما من لهب . وحصانا "أبلق "وتوصيات اجتماعات جوفاء لصالح "غزة " والدة الصخرة ..؟؟؟؟.
كانت أطيافها عناصر من ذاتي ، تشكل وجداني المتنامي ..اللامنتمي كالأبلق ...ساروها الشك في أنني غير صادق ، راحت تمتص رحيق القطران والمداد واعتقدت أنني أغازلها من شرفات الرشيد ، أحست بالوجل ، وخيبة الأمل .أعادت لي خاتمي وخيبتي وبعضُُ من وبرِ خيمتي ..ومعجزاتي ..قالت / لن تبلغ مهري حتى تستحضر " أبلقك " أو تغمسه في الماء . أو أن تقطع شوطا أو أكثر بين القبة والصخرة.
لا أستطيع ، "الأبلق " يحمل في العد " عشرة" يحتمل كل الألوان .. أبلق أحمر... أبلق بنفسجي، هكذا تقول الأصول ، أردفتُ الصخرة : لا أقوى.
لا يهمني أردفت ْ.أو على الأقل ترويه من مائي . تروي الصخرة من عشقي وألقي ... ثم توارت مرة ثانية بعد أن طفت على مائها على عجل
كنت صادقا ، فيما كانت خجولة إلى حد الطهارة .. تنهدتْ حين استدرجتها للحديث ، من دجلة إلى دجلة ،من الصخرة إلى الصخرة حيث كنتُ أختبئ كالماء / الوَضوء . كالشهب . وكانت تختبئ كالشبوط ،
توسّط( الظاهر بيبرس )(1) قال " قصري " الأبلق " لكما. ..
أبت ْ ...قالت / أنت الذي ترشقني على مدى الدهر بخائنة الأعين ..أنت الرجل الذي استدار
قال كنت أباع في الأسواق . لم أكن أنا .. كان ((جنكيز خان )) (2)
توسط الأيوبي .. توسط بن مروان ...
ولو يكن ..قالت ..دجلة .. ضحكت . عدلت ْ .ثم استدارت ...
تزوجتني.
كان مهري هذه المرة "مُدّا " من أرق ...من عشقي للصخرة ،لغسقها في مغارتها .. لنورها .. وكنت أنوي إقامة زفافي ( بعين جالوت )(3) بباحة الأقصى. ..
.اغتسلتُ بالماء / الوَضوء(4) ..اغتسلتْ به
لم أر منها ولم تر مني .. فقط بالهمس والهمز واللمز مثلما لا يتوانى غيري مع الصخرة . كنتُ بأغوار مياهها أستحم .. .كانت به قبة الصخرة(5) تذرف دمعها..كنت أعرج منها إلى ناصيتي ..لم أبرح أعمدتها الأربعة ...