من هو العياشي:
هو أبو سليم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المالكي و لد بقبيلة آيت عياش قرب تافلالت في شهر شعبان 1037هـ / ماي 1628م.كان أبوه شيخ زاوية و هو الذي أشرف على دراساته الأولى ثم تتلمذ لمحمد بن الناصر في وادي درعة ثم عاد إلى فاس حيث أكمل تعلمه على يد مشايخ مثل عبد الرحمان بن القاضي و عبد القادر الفاسي الذي أجازه سنة1063هـ / 1653م.
إنتقل إلى المشرق طلباً للعلم ، المرة الأولى سنة 1059 هـ/1649م ، و المرة الثانية سنة 1064هـ / 1653م و المرة الثالثة سنة 1073هـ/1661.
توفي العياشي بالمغرب الأقصى سنة 1090هـ/1679م بسبب الطاعون.
آثاره:
له منظومة في البيوع و أخرى في التصوف سماها " تنبيه الهِمَمْ العالية على الزهد في الدنيا الفانية " ، و له كتاب في التراجم عنوانه " اقتفاء الآثار بعد ذهاب أهل الآثار " و كتاب "ماء الموائد" (يُعرف أيضاً بعنوان الرحلة العياشية) الذي وصف فيه رحلته الشهيرة ضَمَّنه أخباراً و حوادث مختلفة شاهدها أو سمعها أثناء أسفاره و أهم ما فيها وصف طريق الصحراء و السكان و العوائد و أحوال المعاش و الأمن و الحديث عن العلماء و الدين و أتعاب المسافرين.و قد خصَّص العياشي صفحات عديدة في الجزئين من كتابه للجنوب الجزائري و لمدنه و لعلمائه و لتاريخه.
ما كتبه عن بوسمغون:
* الموضع الأول:
ورد ذكر بوسمغون عندما كان الرحالة يتحدث عن "الشيخ الحاج الأبر سيدي أبو حفص ابن الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن بوسماحة المعروف بسيدي الشيخ" حيث يقول:
(فله هدي وصيت حسن وتنسك، مثابر على فعل الخيرات من جهاد وحج، فقد أفنى عمره في التردد على الحرمين الشريفين، وربما رجع من الطريق قبل أن يصل. ولم يزل كذلك إلى أن توفي في سنة إحدى وسبعين و ألف، ودُفن عند والده بمقبرتهم المعروفة بالأبيض، قُرب بوسمغون)1
* الموضع الثاني:يقول العياشي و هو يسرِدُ أحداث عودته من الحج فيقول:
(و في الغد مررنا بقرى ربأ صُبحاً و في الذي يليه نزلنا بوسمغون عند المغرب ووجدناه أرخص من كثير من البلاد التي مَرَرْنا عليها قبل، وأقمنا فيه غداً آخر يوم من رمضان يوم الأحد، ومن هناك بعث الحجاج المبشرين إلى بلادهم مراكش ومكناس وفاس تافلالت. وبعثت أصحابي معهم بكتاب إلى إخواننا واختصرته غاية وكان في ضمنه بيتان :
حملتُ جنين الشوق في بطن مكة ... زماناً إلى أن آنَ منها انفصالُه
فزادَ نمواً فاستوى عندما غَدا ... ثلاثين شهراً حملُه و فِصالُه
وقد خرج المبشرون صبيحة يوم العيد قبل طلوع الشمس و بقينا بعدهم إلى أن صلينا مع أهل البلد ، و كان من عادتهم أنهم يخرجون إلى المصلى بسلاحهم لا يخرج أحد بغير سلاح صغيراً كان أو كبيراً و يبنون في المصلى أحجاراً يتخذونها غرضاً للرمي بالبنادق فلا يذكر الله في المصلى إلا أناس قليلون و غالب الناس مشتغلون بالرمي حتى في حال الصلاة و الخطبة إلى أن فرغ الامام من الخطبة فرجعنا و رحلنا ذلك اليوم ، و اشتريت من هناك حماراً لركوبي بأربع ريالات لأني أضعفني المشي على رجلي كثيراً بعد موت الفرس ، و اكترى أمير الركب رجلاً من أولاد سيدي سليمان بن أبي سماحة يذهب بهم ذات اليسار حتى يخرجوا في فيقيق ، و كان ماهراً عفريتاً عارفاً بالطريق فسار بنا في أرض سهلة مخصبة)2
-----------------------------------------------------------------------
1-عبد الله بن محمد العياشي، الرحلة العياشية 1661-1663م، تحقيق سعيد الفاضلي وسليمان القرشي، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبوظبي، الطبعة الأولى، 2006، ج1، ص111.
2-نفس المرجع، ج2، ص548-549.