يذكر عبد الرحمان بن محمد الجيلالي بلدة بوسمغون في كتابه "تاريخ الجزائر العام" و ذلك عندما أفرد صفحات من الجزء الرابع من كتابه للتعريف بالشيخ أحمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية.
فبعدما تطرق لمولده ثم نشأته و أسفاره إلى فاس بالمغرب الأقصى و بلاد المشرق العربي، تحدث الكاتب عن الخلاف الذي ظهر بينه و بين نظام الحكم التركي و إزعاج باي وهران آنذاك محمد بن عثمان له مما اضطره إلى مغادرة تلمسان و التوجه نحو جنوب المدينة.
للتذكير فقط فإن صاحب الكتاب يذكر اسم بلدة بوسمغون على نحو مختلف نوعاً ما حيث يسميها ابن سمعون، و لا يمكننا هنا الجزم إن كان هذا مقصوداً من الكاتب استناداً إلى المصادر التي اعتمد عليها، أو أن ذلك لا يعدو أن يكون خطأ مطبعياً ليس إلا و الله أعلم.
و في ما يلي نص الفقرة التي ورد فيها ذكر بوسمغون:
"و انطلق الشيخ التجاني متجولاً هنا و هناك حتى نزل بقصر ابن سمعون و هو واحة تبعد بعشرين و مائة كيلومتراً جنوب الأبيض بالقرب من الشلالة و به كان تأسيس طريقته فمكث هنالك إلى سنة 1300هـ / 1786م فانتقل من مكانه هذا إلى بلاد توات فاتصل فيها بالشيخ محمد بن الفضيل و محمد بن العربي الدمراوي التازي كان من خاصته و استمر الشيخ سالكاً طريق القوم معلماً و متعلماً ثم عاد إلى قصر أبن سمعون فقطن به إلى سنة 1313هـ / 1798م فكثرت هنالك حوله الوشايات و السعاية به لدى حاكم الولاية الباي عثمان بن محمد ولد الباي السابق فبعث إلى الشيخ مهدداً و متوعداً أهالي و سكان أبني سمعون"*
* عبد الرحمان بن محمد الجيلالي: تاريخ الجزائر العام، الطبعة الرابعة، دار الثقافة، بيروت، 1400هـ/1980م، الجزء الرابع، ص54.